السيدة دونا أُصيبت بسرطان ثدي مرحلة الأولى وتمت معالجتها في ميديكلينيك مستشفى شارع المطار.
متى تبيّن لك أنكِ كنت مصابة بسرطان الثدي؟
لقد شُخصت حالتي بأني مصابة بسرطان الثدي في سبتمبر 2020، وأكدت نتائج عينة الخزعة هذا التشخيص قبل أن يبلغوني بذلك في 28 سبتمبر 2020.
كيف تبيّن لك أنكِ كنت مصابة بسرطان الثدي؟
لقد شعرتُ بآلام في ثديي الأيسر لمدة شهرين بصورة متقطعة. توجهت بعدها لإجراء الفحص لدي اختصاصي طب أمراض النساء الذي أحالني لإجراء فحص الثدي بالأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والتي أظهرت وجود ورم سرطاني ففي الثدي الأيمن، لا الأيسر.
كيف كانت الحالة العاطفية التي مررتِ بها؟
لقد انتابتني الكثير من الانفعالات والمشاعر. ففي البداية شعرت بالضيق بعض الشيء من أن السرطان تجرأ عليّ ودخل جسمي. ولقد مررتَ أيضاً بلحظات مرعبة للغاية، فلك أن تتخيل أن الدنيا حولك وكل عزيز وغالٍ لديك قد انقلب رأسًا على عقب، وأصبحت كل خططك للمستقبل تسير في طريق المجهول. وإضافة إلى ذلك، فإن تشخيص مرض السرطان أثناء فترة الجائحة العالمية كان وقعه على النفس أمرًا شديدًا لأن كثيرًا من الناس كانوا يترقبون الموت في كل لحظة مع فيروس كورونا المستجد الذي كان يحصد ملايين الأرواح. وقد تزايد القلق بشأن إضعاف جهازي المناعي بفعل العلاج الكيميائي ومحاولة الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. لقد كانت لحظات كلها قلق وترقُّب.
وكما كان من الصعب أيضاً ألا أكون بجوار بناتي وأحفادي وغيرهم من المقربين للاستئناس بدعمهم. كما تم تضييق المخالطة مع الأسرة والأصدقاء إلى أبعد حد.
ما الذي اشتملت عليه خطة علاجك؟
لقد مررتُ بخطة علاج يمكن القول إنها خطة تقليدية. فلقد أجريت جراحة استئصالية لإزالة الورم وبعض العُقد الليمفاوية في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ولم يتبين وجود أي سرطان في العقد الليمفاوية، وكان هذا هو أحسن خبر. ثم بدأت بعد ذلك في العلاج الكيماوي في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني. لقد كان موعده كل ثلاثة أسابيع وعلى مدار أربع جلسات، فكانت آخر جلسة علاج كيماوي بتاريخ 18 كانون الثاني 2021. وسرعان ما تلا ذلك 18 جلسة من العلاج الإشعاعي في أيام متتابعة من الأحد إلى الخميس بدأت في 14 شباط. وأنا أمر في الوقت الحالي بفترة علاج هرموني وسأواظب عليه لفترة طويلة.
كيف تأقلمتِ مع العلاج؟
لقد شعرتُ أنني قد أحسنتُ التأقلم مع الجراحة ومع المراحل الأولى من العلاج الكيماوي وتساقط الشعر رغم أنها كانت فترة عصيبة عليّ. ولكن ما زاد من ألمي في تلك الفترة هو أنني كنت أترقب تساقط شعري كله، وبعدها بدأ يتساقط حرفيًا في كل مكان. وما كان يصيبني ويصيب زوجي بالإحباط أن أرى زوجي يلتقط من على الأرض خصلًا من شعري المتساقط. ولكن بمجرد أن حلقت شعر رأسي كله أصبحت أرى أنه لم يعد هناك ما يدعو للقلق.
وكان إجراء آخر جلستين للعلاج الكيماوي صعباً على نفسي فلم يعد يستطع جسدي أن يفعل ما كان يطلبه عقلي، لقد توهمت أنه بإمكاني أن أستمر في حياتي بشكل طبيعي قدر الإمكان، لكن الأمر سيؤثر سلباً عليك جسدياً وذهنياً.
لقد كان من الضروري إجراء العلاج الإشعاعي بعد العلاج الكيماوي، وقد مررت فعلياً بصراع عاطفي شديد كنت مندهشة حياله فكنت أجدني في سباق مع الزمن، خائفة من الجلسات اليومية وأشعر بالفرح الشديد عند انتهائها.
أمر الآن بفترة علاج هرموني. هذا العلاج له تحديات لكن في نهاية الأمر أعلم أن تلقي هذه الأنواع من العلاج تقلل من احتمال تكرار الإصابة. وأتمنى أن أتمكن من المحافظة على حياتي لفترة أطول.
كيف كان علاجك مع فريق ميديكلينيك ومع طبيبك؟
لقد مررت بتجربة ممتازة طوال فترة علاجي من سرطان الثدي. فكل الأطباء وفريق العمل في ميديكلينيك الذين أتعامل معهم جعلوني أشعر بقدر كبير من الدعم بوصفي إنسانة لا بوصفي مريضة فحسب. إن هذه المستشفى على مستوى متميز من الرعاية والدعم وخاصة وحدة الأورام والفريق العامل بها.
لقد كانت الفترة الزمنية المخصصة لعلاجي مثالية، فقد حددوا لي مواعيد متقاربة مع الاستشاريين والجراحين. وشعرت أنا وزوجي بأهمية هذا الأمر وأهمية أن أُحيط علماً بالأمر وأكون على دراية بخيارات العلاج المتاحة لي وأن أتمكن من المبادرة والإسراع في استئصال السرطان من جسمي. فمن الأهمية بمكان وضع الحلول المتاحة والقابلة للتنفيذ عملياً لك في أقرب وقت ممكن. وكانت ثمرة هذه الخطوة القدرة بشكل أكبر على تحمل المرحلة الأولى من التشخيص والعلاج.
ما الذي شجّعك على هذا؟
لقد شجعني زوجي وأولادي وأحفادي، ودفعني لذلك حبي للحياة ورغبتي في أن أزيد من الاستفادة بحياتي ومن مساعدتي للآخرين الذين مثلوا حافزًا كبيرًا لي. في الحقيقة لم أتوقع أن يحدث هذا الأمر لي، فأنا امرأة تحافظ على صحتها ونشاطها وليس لي أي تاريخ مرضي لسرطان الثدي في عائلتي. وقد عقدتُ العزم ألا أدع الأمر يتحكم في حياتي حتى ولو غيّر نظرتي للكثير من الأمور.
لقد دأبت على تدوين يومياتي طوال فترة علاجي من مرض السرطان. وقررت أثناء علاجي أن أبدأ في تحويل يومياتي إلى كتاب فأصبح أمامي شيء أركز عليه. وأردت أن أكتب قصتي لأساعد غيري الذين يمرون بالأمر نفسه. وأسميت قصتي "لمحات سريعة من حياتي"، وهي سرد صريح وصادق لرحلتي مع سرطان الثدي. ونشرته على موقع أمازون في نهاية يوليو/ تموز وكان كتابًا مثيرًا وممتعاً.
ما النصيحة التي توجهينها لمن يقرأون قصتك؟
نصيحتي لكل سيدة شابة كانت أو مُسنّة أن تداوم بانتظام على فحص الثدي للاطمئنان وكشف أية تغيرات حتى وإن كانت طفيفة. وثقي دائمًا بحدسك عندما يتعلق الأمر بجسمك واحرصي على إجراء فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية وإجراء الفحوص الأخرى المتعلقة بصحة المرأة.
وبالنسبة لمن يبدأن في علاج سرطان الثدي أو يخضعون لمراحله ويقرأون هذه المعلومات، فإنني أقترح أن تجدي شكلًا ما من أشكال العلاج البديل الذي يناسبك. وقد احتفظت بيومياتي طوال فترة علاجي من مرض السرطان وبتدوينها فإنها تساعدني أن أجد نفسي، وأن أكون صادقة في أفكاري ومشاعري، ولقد حاولت أن أبقى بحالة نشطة ومارست التأمل الاسترخائي وتمارين التنفس لبضع دقائق في اليوم الواحد، وهو ما ساعدني على تحقيق التوازن. إن تجربة عادات جديدة يساعدك في التعامل مع السرطان ويمكن للعلاج والآثار الجانبية أن تساعد في عملية التأقلم والتماثل للشفاء. ليس هناك صواب أو خطأ في الأمر، كل ما عليك هو أن تفعل ما يلائمك.
هل ترغبين في إضافة أشياء أخرى؟
بودي فقط أن أشكر زوجي الرائع وجميع أفراد أسرتي وأصدقائي وزملاء عملي المذهلين وفريق العمل في ميديكلينيك الذين دعموني كثيرًا أثناء هذه السنة الأخيرة.
سوف يصيب مرض السرطان سيدة واحدة من بين كل سبع سيدات، ومعنى هذا أن مرض السرطان حقيقة واقعة ومخيفة، ولكن عند الكشف المبكر عنه يمكنك أن تهزميه وتعيشين حياة طبيعية وسعيدة.